أقول ومع قوة القول الثاني إلا أن المقاطعة يجب أن تستمر مع مطالبة الدول القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي لشعوبها.. الاستمرار في المقاطعة تعبير عملي موجه إلى الطرف الآخر «المعتدي» ليقول له: «إن المسلمين سيعملون كل ما بوسعهم للرد على إساءاتكم واعتداءاتكم المتكررة على المسلمين، وبدون ذلك فإن الإساءات لن تقف ولن يكون لها سقف لا تتعداه».
مقاطعة المسلمين للدنمارك كانت مؤثرة وقوية، وقد رأينا شدة هذا التأثير في تصريحات مسؤولي عدد من الشركات الدنماركية الذين أعلنوا عن حجم خسائر شركاتهم وعن تسريحهم لعدد كبير من موظفيهم، وكذلك من الاحتمالات السيئة التي ستلحق بهم لو استمرت هذه المقاطعة..
رأينا تأثير هذه المقاطعة في تحركات المسؤولين الدنماركيين في بعض عواصم الدول العربية المؤثرة في الشارع الإسلامي مثل السعودية ومصر..
ففي السعودية تحرك السفير الدنماركي وفي أكثر من اتجاه، أراد أن يعبر عن استيائه مما حدث، كما أراد أن يؤكد أن بلاده لا ترضى بتلك الرسومات المسيئة لنبي الإسلام، قابل رئيس مجلس الشورى وسواه، عبر عن موقفه في الصحافة السعودية، وأعتقد أن المقاطعة كانت وراء تحركاته..
السفير الدنماركي في مصر قام بالشيء نفسه، قابل الكثير ومنهم شيخ الأزهر، حاول أن يبرر ويعتذر لحكومته وأن يتهم الحريات الإعلامية التي كانت وراء تلك الرسومات..
الحكومة الدنماركية حاولت تأليب الاتحاد الأوروبي على الدول التي تبنت المقاطعة، فأرسلت السيد «خافيير سولانا» ليهدئ الوضع -كما يقولون- ولكن الوضع بقي على حاله لأن سبب المشكلة لم يحل حتى الآن..
أقول: كل هذه التحركات وسواها تدل بشكل واضح على تأثير تلك المقاطعة على الدنمارك، كما تدل في الوقت نفسه على أن الأوروبيين كلهم- وقبلهم غيرهم- يريدون العمل على إنهاء كل إشكال المقاطعة الإسلامية الاقتصادية على شركاتهم وبصورة نهائية مهما كانت أفعالهم، ولهذا كله كانت تحركاتهم قوية ومتتابعة لإنهاء المقاطعة دون أن يبحثوا بجدية عن أسبابها ويحاولوا إنهاء هذه الأسباب..
المقاطعة ما زالت قوية، وأعتقد أنها حققت بعض أهدافها في إطار الممكن الذي تستطيعه الشعوب بصورة تلقائية وعملية وأعتقد أن القول بعدم جدواها غير صحيح على الإطلاق، وأعجب من القائلين بعدم أهميتها أو المطالبين بإيقافها بالكلية بحجة أنها قد تضر بعض الشركات السعودية، مع أن هذه الشركات أعلنت بنفسها عن مشاركتها في هذه المقاطعة وأن نبيها أغلى عليها من المال الذي تكسبه من بيع المنتجات الدنماركية..
كما أعجب من الذين يدّعون أن الإسلام لا يأمر بالمقاطعة في هذه الحالة مع وضوح الأدلة الشرعية على أهميتها وعلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها كما أن عددًا من الخلفاء فعلها بعد ذلك عندما كانت الحاجة تدعو إليها.
أجزم -مرة أخرى- أن الحملة حققت الكثير وأنها ذات أهمية عظيمة للدفاع عن الكيان الإسلامي من المحاولات المتكررة التي تريد إضعافه، ولكنها ليست كافية إذا لم تأخذ صفة الاستمرار ما لم تزل أسبابها، وإذا لم تدعمها الحكومات وبكل الوسائل، وأهمها العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي للشعوب العربية والمسلمة حتى لا تكون هذه الشعوب عالة على عدوها يمكنه التحكم فيها في أي وقت..
علينا أن نتذكر أن الإسلام أمرنا بتحقيق القوة لمجتمعنا، كما أمرنا ألا نكون عالة على عدونا، ونحن مطالبون بالاستجابة لأوامر إسلامنا في كل وقت..
لكي تكون المقاطعة مجدية ومؤثرة لا بد من تحقيق كل شروطها، ومن أهم هذه الشروط توفير الأجواء الملائمة لتطبيقها بصورة كاملة وقوية ومؤثرة، وهذه المسؤولية يجب أن تتضافر كل الشعوب والحكومات على تحقيقها..
مقاطعة المسلمين للدنمارك كانت مؤثرة وقوية، وقد رأينا شدة هذا التأثير في تصريحات مسؤولي عدد من الشركات الدنماركية الذين أعلنوا عن حجم خسائر شركاتهم وعن تسريحهم لعدد كبير من موظفيهم، وكذلك من الاحتمالات السيئة التي ستلحق بهم لو استمرت هذه المقاطعة..
رأينا تأثير هذه المقاطعة في تحركات المسؤولين الدنماركيين في بعض عواصم الدول العربية المؤثرة في الشارع الإسلامي مثل السعودية ومصر..
ففي السعودية تحرك السفير الدنماركي وفي أكثر من اتجاه، أراد أن يعبر عن استيائه مما حدث، كما أراد أن يؤكد أن بلاده لا ترضى بتلك الرسومات المسيئة لنبي الإسلام، قابل رئيس مجلس الشورى وسواه، عبر عن موقفه في الصحافة السعودية، وأعتقد أن المقاطعة كانت وراء تحركاته..
السفير الدنماركي في مصر قام بالشيء نفسه، قابل الكثير ومنهم شيخ الأزهر، حاول أن يبرر ويعتذر لحكومته وأن يتهم الحريات الإعلامية التي كانت وراء تلك الرسومات..
الحكومة الدنماركية حاولت تأليب الاتحاد الأوروبي على الدول التي تبنت المقاطعة، فأرسلت السيد «خافيير سولانا» ليهدئ الوضع -كما يقولون- ولكن الوضع بقي على حاله لأن سبب المشكلة لم يحل حتى الآن..
أقول: كل هذه التحركات وسواها تدل بشكل واضح على تأثير تلك المقاطعة على الدنمارك، كما تدل في الوقت نفسه على أن الأوروبيين كلهم- وقبلهم غيرهم- يريدون العمل على إنهاء كل إشكال المقاطعة الإسلامية الاقتصادية على شركاتهم وبصورة نهائية مهما كانت أفعالهم، ولهذا كله كانت تحركاتهم قوية ومتتابعة لإنهاء المقاطعة دون أن يبحثوا بجدية عن أسبابها ويحاولوا إنهاء هذه الأسباب..
المقاطعة ما زالت قوية، وأعتقد أنها حققت بعض أهدافها في إطار الممكن الذي تستطيعه الشعوب بصورة تلقائية وعملية وأعتقد أن القول بعدم جدواها غير صحيح على الإطلاق، وأعجب من القائلين بعدم أهميتها أو المطالبين بإيقافها بالكلية بحجة أنها قد تضر بعض الشركات السعودية، مع أن هذه الشركات أعلنت بنفسها عن مشاركتها في هذه المقاطعة وأن نبيها أغلى عليها من المال الذي تكسبه من بيع المنتجات الدنماركية..
كما أعجب من الذين يدّعون أن الإسلام لا يأمر بالمقاطعة في هذه الحالة مع وضوح الأدلة الشرعية على أهميتها وعلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها كما أن عددًا من الخلفاء فعلها بعد ذلك عندما كانت الحاجة تدعو إليها.
أجزم -مرة أخرى- أن الحملة حققت الكثير وأنها ذات أهمية عظيمة للدفاع عن الكيان الإسلامي من المحاولات المتكررة التي تريد إضعافه، ولكنها ليست كافية إذا لم تأخذ صفة الاستمرار ما لم تزل أسبابها، وإذا لم تدعمها الحكومات وبكل الوسائل، وأهمها العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي للشعوب العربية والمسلمة حتى لا تكون هذه الشعوب عالة على عدوها يمكنه التحكم فيها في أي وقت..
علينا أن نتذكر أن الإسلام أمرنا بتحقيق القوة لمجتمعنا، كما أمرنا ألا نكون عالة على عدونا، ونحن مطالبون بالاستجابة لأوامر إسلامنا في كل وقت..
لكي تكون المقاطعة مجدية ومؤثرة لا بد من تحقيق كل شروطها، ومن أهم هذه الشروط توفير الأجواء الملائمة لتطبيقها بصورة كاملة وقوية ومؤثرة، وهذه المسؤولية يجب أن تتضافر كل الشعوب والحكومات على تحقيقها..