وتشير الصحيفة إلى أن إقامة علاقات أفضل بين مصر وإيران تبين أنه أصعب مما كانت إيران تتخيل بعد الإطاحة بحسنى مبارك.. فبشكل عام، أساءت إيران تقديم الانتفاضات فى العالم العربى على أنها صحوة إسلامية، وهى نظرة جزئية لخدمة المصلحة الذاتية من قبل إيران حتى لو لعبت الأحزاب الإسلامية فى مصر وتونس وأماكن أخرى أدوارا مهمة. كما أن إيران قامت باستثناء مهم لحليفتها منذ أمد طويل، سوريا، ودعمت بشار الأسد ضد أعدائه فى حين عارضته الدول الخليجية ونأى العرب الآخرون بأنفسهم.
وتتابع الصحيفة قائلة إن سوريا كانت الموضوع الرئيسى فى أجندة على أكبر صالحى، وزير الخارجية الإيرانى، عندما قال بزيارة القاهرة فى الأيام الماضية، فوسائل الإعلام الإيرانية تعاملت مع الأمر على أنه بداية لعهد جديد فى العلاقات، على الرغم من أنه لم تكن هناك أرضية مشتركة حول الأسد، بل إن الرئيس محمد مرسى قال علنا فى مقابلة مع "سى إن إن": إن على الرئيس السورى أن يواجه اتهامات جرائم حرب.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الحكومة المصرية نفت بشدة التقارير التى تحدثت عن زيارة قائد الحرس الثورى الإيرانى السرية إلى مصر فى ديسمبر الماضى لتقديم النصح فى المسائل الأمنية. وبالنسبة لكثير من المراقبين، بدا أن هذه المزاعم المثيرة هدفها تشويه الرئيس الذى هو فى موقف دفاعى فى ظل احتجاجات المعارضة حول الدستور الجديد. ويظل غير واضح ما إذا كان هذا الأمر له علاقة بالإطاحة بوزير الداخلية أحمد جمال الدين الذى أصدر النفى.
وترى الجارديان أن جماعة الإخوان المسلمين كانت سريعة جدا فى إلقاء اللوم على "الغرباء" فى المصاعب التى يواجهها مرسى، لكن لا يوجد شك فى أنه يواجه عداءً شديدا فى الداخل والخارج خاصة من جانب الإمارات التى اعتقلت عددا من المصريين للاشتباه فى ارتكابهم جرائم ضد الأمن الوطنى.
ويشعر أصدقاء مصر من العرب بالقلق أكثر إزاء طهران، حسبما ترى الصحيفة، فإيران وفقا لوصف الكاتب السعودى حمد المجيد هى فيروس ينتشر فى منطقة ملوثة.
وينصح الحكومات الخليجية وإعلامها بتأييد سياسة الرئيس مرسى فى منع تقدم إيران بدلا من التشكيك فى تلك السياسة.
وتمضى الصحيفة قائلة إن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد سيزور مصر الشهر المقبل للمشاركة فى قمة منظمة المؤتمر الإسلامى، وهذا من شأنه أن يعكس مشاركة مرسى بعد انتخابه قى مؤتمر عدم الانحياز فى طهران والتى أثارت استياء أمريكا وإسرائيل لإشارتها إلى تبنى مرسى سياسة أكثر استقلالية عن مبارك، إلا أن مرسى أحرج مضيفه بعد ذلك بقوله إنه لواجب أخلاقى دعم الانتفاصة فى سوريا.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الدلائل تشير بشكل عام إلى أنه هناك بعض الوقت قبل أن تستطيع مصر وإيران إيجاد طريقة للتواصل برغم التوترات الواضحة. ومن المناسب أن يستطيع كلا الجانبين إبقاء هذه التوترات بعيدا عن الخروج عن نطاق السيطرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]